«حياة» رهن التجارب (1) .. مغامرة تكشف بنوك دم تتاجر في بلازما المتعافين من كورونا

بلازما المتبرعين في أحد بنوك الدم
بلازما المتبرعين في أحد بنوك الدم

فى لحظة مـا، اضطر أهـل الطبيبة هبة نبيل، (٢٥ً عاما)، لفعل أى شـىء لإنقاذ حياة ابنتهم المصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد- ١٩»، بعد أن فقدوا قبلها بأسبوع، والدها، إثر إصابته بالفيروس التاجى.

زاد من صعوبة الأمر، خطورة حالة هبة نبيل، وهى أخصائية عـلاج طبيعى بمستشفى أبـو قير الـعـام الصحية المتقدمة، فقرر أهلها حقنها ببلازما أحد المتعافين لإنقاذ حياتها، لتبدأ رحلة صعبة أخرى فى البحث عن متبرع، لعدم توافر البلازما آنـذاك ،قبل شهر- فى الإسكندرية، وبمجرد إيجاده توجه به الأهل إلى بنك دم الشاطي التابع لجامعة الإسكندرية وتم سحب البلازما بدون موافقة اللجنة العلمية أو اتباع الشروط وإجــراء اختبارات لكشف نسبة وكـفـاءة الأجـسـام المـضـادة فى البلازما.

على الفور ُنقل كيس البلازما إلى مكان حجز المريضة بمستشفى العجمى بـالإسـكـنـدريـة المـخـصـص لـعـزل حـالات كورونا، وتم حقنها بوحدة البلازما. ولم تمر ١٢ ساعة حتى فارقت المريضة الحياة. بحكم عملها آنـذاك كمدير لمستشفى عـزل العجمى، كانت الطبيبة ميرفت السيد وكيل مديرية وزارة الصحة بالاسكندرية تتابع حالة الطبيبة هبة نبيل، يوميا فتقول إن حالة هبة كانت أول تجربة حقن بالبلازما في مستشفى العجمي، بعد وضعها على جهاز تنفس، لكن أهلها صمموا على حقنها بالبلازما لخطورة حالتها.

تضيف السيد، «لكونها طبيبة من الاسـكـنـدريـة وبسبب حـالـة الضغط، حصل أهلها على بلازما بطريقة غير شـرعـيـة مــن مـتـبـرع وضـغـطـوا علينا لحقنها بالبلازما ولم ينتظروا موافقة اللجنة العلمية على حقنها، وتم حقنها بالبلازما دون تحاليل لنسبة الأجسام المضادة للفيروس أو كفاءتها، وكانت البلازما غير فعالة وتوفيت فى نفس اليوم قبل مرور ١٢ ساعة من حقنها. 


ويــحــتــاج كـــل مــريــض إلــــى الحـقـن بوحدتين أو اكثر من البلازما حسب تشخيص الأطباء، بينهما ١٢ ساعة بعد إجراء التحاليل اللازمة من نسبة وكفاءة الأجسام المضادة. 


وتـــوضـــح مـــديـــرة المـسـتـشـفـى، أن أهـل المريضة جــاءوا بمتبرع إلـى بنك الشاطبى. وقالت: «كانت زى البلازما العادية، وتوفيت فى نفس اليوم، قبل حقنها بالوحدة الثانية التى تم جلبها من بنك دم وزارة الصحة خدمات نقل الدم القومية، وكان الأهل شايفين إنه لابد من حقنها بالبلازما، كانوا متعشمين فى إنقاذها، بس مش أى بلازما وخلاص كان لابد أن تكون البلازما معتمدة وتم إجراء التحاليل اللازمة عليها.


حالة نبيل، ضمن حـالات أخـرى تم حقنها بالبلازما بطرق غير رسمية ولم تتعاف، نظرا لعدم كفاءة البلازما المنقولة إليهم، خاصة أن استخدام البلازما ما زال في مرحلة التجارب تحت إشـراف اللجنة العلمية لمكافحة كورونا ولم يثبت بشكل نهائي نجاحها وتعميمها كـبـروتـوكـول للعلاج، ورغـم ذلك تعمل بنوك دم خاصة على سحب البلازما رغم عدم التصريح لها بذلك ومخالفة للاشتراطات بالاضافة إلى بنوك دم حكومية لا تطبق الاشتراطات وتقوم بتسليم البلازما للمتبرع وليس لمندوب المستشفى المحجوز به المريض، كما تم رصدها فى هذا التحقيق. 

تحت التجربة
تم حقن «نبيل» ببلازما أحد المتعافين فـى الـوقـت الــذى أكـد الدكتور أحمد المــغــازي، نائب مدير بنك الشاطبي، أنه لا يتم إجراء تحليل نسبة الأجسام المضادة في الدم أو كفاءتها لأن تكلفتها مرتفعة في البنك، ويتم عرض المتبرع فــور وصـولـه البنك على لجنة طبية لتحديد مــدى صلاحيته للتبرع، من عدمه، بعد تطبيق شـروط التبرع من حيث السن والوزن والحرارة، بالإضافة إلى الاطلاع على نتائج مسحات إيجابية أو سلبية للمتبرع، وبعدها يتم التبرع. 


ولأن تجــارب نقل البلازما لا تزال فى طور التجريب، يؤكد الدكتور أمجد الخولى، استشارى الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، أن هناك بالفعل تجارب تجرى متعلقة بنقل البلازما التى تحتوى على أجسام مضادة لفيروس كورونا والتى تكونت فى أجسام المتعافين إلى المرضى بكوفيد-١٩ ولكنها ما زالت قيد التجريب. 

 

ويضيف: «صحيح أن هذه التجارب أتت بنتائج مبشرةولا سيمافى الحالات الحرجة لكن حتى الآن لم تظهر نتائج نهائية تجعلنا نعلن بثقة عن نجاح هذه التجارب وحتى الآن لم توص المنظمة باعتمادها إلى حين اكتمال كافة مراحل التجارب وظهور نتائج مؤكدة بنجاح هذه العملية كوسيلة للعلاج».


ويـوضـح الخـولـي: «تعترف منظمة الصحة العالمية بالبلازما النقاهية أنها على (CCP) (١٩-COVID) تجريبية علاجية يجب تقييمها فى إطار الدراسات السريرية مع التأكيد على اتباع المعايير القياسية للتجارب الـسـريـريـة وعـنـدمـا تـكـون الــدراســات الـسـريـريـة غير ممكنة، يجب توثيق نتائج المـرضـى وأرشـفـة عينات الـدم من المتبرعين والمتلقين للتوصيف فى المستقبل».

 

الحالة السابقة كانت دافعا لتقصي طـرق الحصول على البلازما، ومدى سلامتها؛ فقمنا في «الأخبار» بمغامرة فـــي ٤ بـــنـــوك دم، مـــا بـــين خـاصـة غير مـصـرح لها بالعمل فـي بلازما متعافين كورونا، وأخرى حكومية تقوم بسحب البلازما تخالف الاشتراطات والإجــراءات المطلوبة لسلامة البلازما على حساب حياة المريض. 

 

ففي حي الدقي بمحافظة الجيزة، داخـل بنك دم الشبراويشي وهـو بنك خــاص تـابـع لمستشفى الشبراويشي كانت البداية، حيث يتكدس المواطنون فى البنك الذى يقع فى البدروم، دون تباعد يذكر.

 

الكل ينتظر دوره إما للتبرع أو استلام كيس دم أو بلازما لانقاذ حياة مريض لكن ربمـا لا يستطيعون ذلك بسبب مخالفة الاشتراطات الصحية فى ذلك.

 

بنوك دم مخالفة
اصـطـحـبـت مـتـبـرعـة متعافية من كـورونـا تحمل اسـم منى ســلام- وهو اسـم مستعار- إلـى بنك الــدم لكشف مــا يــحــدث، فــي الـبـنـك غـيـر المـصـرح لـه بسحب بـلازمـا المـتـعـافـين، فعقب دخولك البنك الـذي يقع في «بــدروم» المستشفى يستقبلك ٣ موظفين يتلقون طـلـبـات الـعـمـلاء، طلبت مـن موظفة هناك حاجتى لبلازما المتعافين ومعى متبرع، فكان ردهـا أن ذلـك يمكن فى الحـال ولا يستغرق وقتا، بتكلفة ألفى جنيه للحصول على وحـدتـين بلازما واعطتنا استمارة تبرع بالدم لملئها من قبل المتبرع دون أن تسأل عن أي تقارير طبية أو أشعة صدرية أو نتائج تحاليل أو مسحات pcr تثبت اصابة المتبرع بفيروس كورونا، كما كان يتطلب ذلك في ذلك الوقت.

تنحينا جانبا لملء الاستمارة، والتى لمتكن خاصة بالتبرع ببلازما وتضمنت البيانات العادية المطلوبة للتبرع بالدم، مـثـل الاســــم، الــرقــم الـقـومـى، تـاريـخ المـيـلاد والــنــوع، والحـالـة الاجتماعية ورقم التليفون، وهل سبق التبرع بالدم وآخـــر مــرة تم الـتـبـرع فيها، وهــل تم إجـــراء عملية جراحية خـلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وهل حصل المتبرع على تطعيمات فى الشهر الأخير، وهل تم نقل دم إليك، وهل سبق التبرع بالدم، وكذلك هل تعانى من أى أعراض برد، أو أى مشكلات صحية، ونوع فصيلة الدم. بعد أن انتهينا سلمنا الاستمارة إلى الموظفة، فطلبت دفع ٥٠٠ جنيه لإجراء اختبار سـريـع  test rapid (رابيد تيست) للمتبرعة لمعرفة وجود أجسام مـضـادة مـن عـدمـه -رغــم أن ثمنه لا يتجاوز ٨٠ جنيه، وفـى حـال وجودها يتم دفع باقى المبلغ المقدر بألفى جنيه والتبرع فورا واستلام وحدتى البلازما مباشرة. 

 

اشتراطات معدومة
سألتنا المـوظـفـة عـن اســم المريض الذى يحتاج نقل البلازما له، قلنا اسما وهميا لمريض دون أن تسأل عن التقرير الطبى الذى يبين حاجة المريض لنقل البلازما أو أى تقارير تثبت إصابته أو المستشفى الذى يعالج فيه المريض، رغم وجود لوحة إرشادية على حائط الغرفة بضروة وجــود تقرير للطبيب بحاجة المريض للبلازما. 


بعد أكثر من ٢٥ دقيقة نادت الموظفة على المتبرعة وتم إدخالنا غرفة جانبية فـى البنك وتم قياس درجــة الحــرارة والضغط، من موظفة ودونت نتائجهما ثم قامت بسحب عينة دم منها وكتابة الاسـم عليها وأخبرتنا باجراء تحليل «الرابيد تيست» عليها وكذلك صورة دم وتم نقلها غرفة أخرى فى الداخل. عقب ١٠ دقائق أخرى أتى طبيب معه استمارة التبرع التى سبق ملئها بداخل الغرفة وسـأل الطبيب المتبرعة: «هل متعافية من كورونا من عدمه، وما المدة التى أعقبت التعافي»، ولم يطلب ما يثبت التعافى او الإصابة سواء نتائح مسحات الـPCR  التي تحدد الإصابة بالفيروس والتعافي منه، أو أشعة صدرية أو تحاليل دم، واكتفى بالسؤال عن الأعراض وما المدة التى اختفت منها وكانت الإجابة منذ ٣ أسابيع. 


تحاليل وهمية
أخـبـرنـا الطبيب أنــه سيتم إجــراء تحليل صــورة الــدم وتحليل الأجسام المضادة بالرابيد تيست على العينة التى تم سحبها وإذا كانت النتيجة إيجابية للأجسام المـضـادة، يتم استكمال دفع باقى المبلغ، وبعدها يتم التبرع بالبلازما وذلك كله فى غضون ساعة على الأكثر، واستلام البلازما. وبسؤاله هل يتم إجراء تحاليل أخرى مثل نسبة أو كفاءة الأجسام المضادة على البلازما بعد التبرع بها، قال: إنه لا يتم إجراء تحاليل نسبة وكفاءة الأجسام المــضــادة. ويكتفوا بتحليل «الـرابـيـد تيسيت» الذى تم إجراؤهفى البدايةقبل التبرع، وهو كاف.

 

انتظرنا ١٠ دقائق أخرى، عاد إلينا الطبيب معه استمارة التبرع وعليها «الرابيد تيست» به عينة الـدم، تظهر نتيجة وقـال: إن النتيجة سلبية أى لا توجد أجسام مضادة لدى المتبرعة ولا يجوز التبرع بالبلازما، وأن حالات كثيرة أتــت وحــدث معها نفس الـشـىء رغم أنهم مصابون بالفيروس، غادرنا المكان وقال الطبيب: طالما المتبرع موجود فى أى وقت يمكن التبرع والحصول على البلازما. كـــل هــــذه الإجــــــــراءات تــتــم وهـــذه الـتـفـاصـيـل تحــــدث، فـــى حـــين يـؤكـد الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا والمشرف على تجربة البلازما لعلاج كورونا، أن بنوك الدم الخاصة ليس لها الحق فى سحب بلازما دم المتعافين من كـورونـا، لأنها مـا زالـــت فـى مرحلة التجربة، تحت إشراف اللجنة العلمية وتم حقن ١٥٠ مريضا بالبلازما إلى الآن ونسبة النجاح تجـاوزت ٦٠ ،٪وتبرع ٤٠٠ متعاف من كورونا، لكن لم يتم الانتهاء من الدراسة إلى الآن. 


الأجسام المضادة مختلفة
ويقول حسني: «الكل يسحب البلازما ومنها الجامعات لكن الجهة الوحيدة الـتـى تجــرى تحـالـيـل نسبة الاجـسـام المـضـادة وكفاءتها هـى وزارة الصحة وتحدد مدى صلاحيتها من عدمه». وعقبعلى استخدام «الرابيد تيست» لمعرفة وجود الأجسام المضادة من عدمه ً قائلا: إن نسبة حساسية الرابيد تيست ٤٨ ،٪أى نسبة الخطأ فى نتائجه كبيرة، ولا ينصح باستخدامه لتحديد الاجسام المضادة فى البلازما. ويـوضـح رئـيـس اللجنة العلمية أن كل المصابين بكورونا يكونون أجساما مضادة لكن نسبتها تختلف من شخص لشخص فيمكن أن تكون ضعيفة، لا تعطى مناعة للمتلقى، ويمكن أن تكون قوية تساهم فى العلاج وهذا تفسيره واحدة، شخص يقاوم الفيروس والآخر ً مناعيا، فاستجابة الأشخاص ليست لا يقاومه ويتوفى، فالتفاعل المناعى يختلف من شخص لشخص وبالتالى تكوين الأجسام المضادة من عدمه. ويشير حسنى، إلى أن ما يؤكد ذلك أن المتبرعين من الصعيد تكون نسبة الأجسام المضادة لديهم مرتفعة جدا أفضل من المتعافين من الدلتا ووجه بحرى، وربمـا يرجع ذلك لقوة المناعة لدى الأفراد فى الصعيد وتفاعل المناعة معالفيروس لكن نسبةالاجسامالمضادة أعلى مليون مرة فى الصعيد من وجه بحرى. 


بلازما دون موافقة
بعد رصد ما تم فى البنك الخاص، توجهنا إلى بنك الدم التابع لمستشفيات الدمرداش التابع لكلية طب جامعة عين شمس، للحصول على بلازما متعاف بدعوى أن لدينا مريضا. فقال الموظف المختص فور سؤاله عن كيس بلازما: إن هناك طريقين للحصول على كيس بـلازمـا، الأول الإتـيـان بمتبرع متعاف من كورونا ويتم إجراء تحليل «الرابيد تـيـسـت» لــه لاكـتـشـاف وجـــود أجـسـام لديه من عدمه وفى حال وجودها يتم السماح له بالتبرع، وبعدها الحصول على البلازما فورا ولا يتم دفع أى أموال مقابل ذلـك وكـل ذلـك يتم فى غضون ساعة. ويـضـيـف أن الــطــريــق الــثــانــى هو الحـصـول على وحـدتـى بـلازمـا بسعر ٥٠٠ جنيه، بعد الحصول على جواب مــن المستشفى المحــجــوز بــه المـريـض بحاجته للبلازما ونوع الفصيلة وعينة لاجـراء تحليل التوافق وبعدها يحصل الشخص على البلازما دون موافقة اللجنةالعلمية. ومـــع ذلــــك، يــؤكــد الــدكــتــور أمجد الخولى، استشارى الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية أنه لقبول البلازما يجب أن يكون عند المتبرع الحد الأدنـى من عيار الأجسام المضادة المحايدة، ويتم قياس عيار أو نسبة الأجسام المضادة المعادلة فى وحدة البلازما. ويضيف أنه يجب تحضير البلازما فـقـط فــى بـنـوك خــدمــات الـــدم التى يمكنها ضـمـان المـنـتـج لـلـجـودة ً وفـقـا للمعايير الدولية المعترف بها ويجب أن يستوفى التحضير والاسـتـخـدام السريرى لبلازما المعايير الأخلاقية للتجارب على الإنــســان مـن الجهات المانحة ومتلقى المنتجات. ويـوضـح أن معايير التبرع هـى أن يكون المتبرع مؤهلا بناء على المعايير القياسية للتبرع بالدم أو البلازما، وأن يتم تشخيص الإصابة السابقة بمرض الكوفيد، والخلو الكامل من الأعراض وتوقف العلاج لـ COVID-١٩ على الأقل ١٤ يوما قبل التبرع.  

 

النسبة والكفاءة لازمة
 كما تـؤكـد د. رانـيـا بـكـرى، أستاذ ورئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكية بمعهد الاورام بجامعة أسيوط، أن تقييم المتعافى بـوجـود نوعين مـن الأجسام المـضـادة هـي IGM يتكون مـع وجـود عـــدوى الــفــيــروس، IGG يـتـكـون مع التعافى من الفيروس، وقبل التبرع لا بد أن يختفى الـ IGM ،ويتبقى IGG. وتوضح المتخصصة فى علم التحاليل وبنوك الدم أن الأجسام المضادة IGG، أنــه لابــد أن يـكـون لها مستوى معين فى الجسم لإعطائها للمريض، بحيث تتفاعل كمية الأجــســام المــضــادة مع الفيروس الموجود وتقضى عليه وبذلك تختفى العدوى.

وتـشـيـر إلــى أن الأجــســام المـضـادة من المفترض أن تقاس رقميا لتحديد نسبتها فى الجسم، وهـذا هو الأصح بـإجـراء اختبار يـحـدد نسبتها وليس وجودها فقط، لكن لا ينصح بقياسه بالرابيد تيست لأنها طريقة بدائية لا أحـد يعتمد عليها ولا تحـدد نسبة الأجسام المضادة فى الجسم بالإضافة إلى أن نسبة الخطأ فيه كبيرة. وتوضح أنه لابد من تحديد الكفاءة التخصصية للبلازما ســـواء بـاجـراء تحاليل كفاءة لها او بفحص المريض باستبعاد الأمراض الثانية التى قد يكون مصابا بها وتكون أجساما مضادة فى الــدم، لكن فـى النهاية لابـد مـن عمل تحليل نسبة وكفاءة الأجسام المضادة بـأجـهـزة عـالـيـة الــكــفــاءة متخصصة للفيروس. وتؤكد أن من ضمن الشروط الواجب تـوافـرهـا فـى المـتـبـرع الـسـن والحـالـة الصحية والـــوزن، وصــورة دم سليمة، وتحـالـيـل أخـــرى لـلـزهـرى وفـيـروسـى بى وسى والإيــدز، واستبعاد السيدات اللاتى انجبن من مرة، ومرضى الكلى ممن لديهم أجسام مضادة، وألا يكون المتبرع مصابا بـأى مـرض مزمن فى الجسم يكون أجساما مضادة تتداخل مع الأجسام المضادة للفيروس. 

استبعاد المرضى
أما بنك الـدم الخـاص بمستشفيات قصر العينى بجامعة القاهرة، فيقصر توفير البلازما لمرضى كـورونـا داخـل مستشفياتهفقط،دونصرفها للمرضى فى الخارج. وبـالحـديـث إلـــى إحـــدى الطبيبات المسؤولة عن التبرع أثناء جولة هناك قـالـت إنــه يمكن استقبال المتبرعين بالبلازما ولـيـس شـرطـا وجــود نتائج مسحات للفيروس أو أشعة صدرية أو تحاليل دم ويتم الاكتفاء بمعرفة التاريخ المرضى للمريض المتبرع والأعراض التى أصيب بها لمعرفة إصابته بالفيروس من عدمه. وتضيف أنه بعد ذلك يتم سحب عينة وعمل فصيلة للدم وتحليل الفيروسات سـى وبـى والإيـــدز والــزهــرى، وبعدها يتم إجراء تحليل الأجسام المضادة عن طريق «الرابيد تيست» لمعرفة وجود الأجــســام مـن عدمها ثـم تحليل آخر لمعرفة نسبة الأجــســام المــضــادة دون إجراء تحليل كفاءتها، ولو كانت موجودة يتم السماح بالتبرع ً فورا. وتوضح أن تكلفة المستلزمات لكل متبرع تبلغ ٣ آلاف و٥٠٠ جنيه، ويتم صرف البلازما للمرضى بداخل قصر العينى. لكن بنك دم قصر العينى، سمح لمـريـض تم حقنه بـالـبـلازمـا وشفائه بشهر بالتبرع بالبلازما، وليس بعد 6 أشهر.
 

حياة فى خطر
وتؤكد د. رانيا بكرى أستاذ ورئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكية بمعهد الأورام بجامعة أسـيـوط، أنــه حال الحـقـن بـبـلازمـا غير صـالحـة أو لا يوجد بها أجسام مضادة يقع الضرر على المريض من حيث عـدم اختيار المتبرع بشكل جيد وإجراء التحاليل الــلازمــة وبـالـتـالـى تـكـون الـبـلازمـا الخاصة به فاسدة تنقل الأمراض أو الفيروسات مثل الفيروسات الكبدية الوبائية سى وبى والإيـدز والزهرى إلــى مــن يحقن بـالـبـلازمـا وتـعـرض حياته للخطر. وتضيف: لوتمعمل التحاليل وتطبيق الاشـتـراطـات الـلازمـة على المتبرعين سيتم استبعاد ٨٠ ٪منهم، ويكون ٢٠٪ فقط منهم الصالحين للتبرع.

مـن جانبه، يـؤكـد د. إيـهـاب سـراج الدين، مدير خدمات نقل الدم القومية بـوزارة الصحة، أن «الرابيد تيست» لا يعطى نتائج صحيحة، ويعد ذلك كارثة وبالتالى يتم استخدام تحاليل تحدد عـدد وكـفـاءة الأجـسـام المـضـادة وليس وجودها فقط. ويؤكد المرور ب٣ مراحل خلال الفترة السابقة للتحقق مـن وجــود الأجسام المضادة لدى المتبرع من عدمه، الأولى ضـــرورة وجــود نتائج مسحة إيجابية ومسحتين سلبيتين لـلـفـيـروس، ويتم سحب المسحة فى فترة من ١٤ الى ٢٨ يوما من تاريخ المسحة السلبية الثانية، ثم المرحلة الثانية بضرورة وجود نتيجة مسحة إيجابية بشرط مـرور ٢٨ يوما على اختفاء الأعراض، والمرحلة الثالثة والتى بدأ تطبيقها منذ أسبوعبالاعتماد على نتائج الأشعة وتحاليل الـدم التى تم اجـــراؤهـــا لتثبت اصــابــة المـريـض بالفيروس، بعد ظهور عـدد كبير من المصابين لا يجرى المسحات، ويتماجراء تحليل دم له لتحديد وجـود الأجسام المـضـادة لـدى المتبرع من خـلال جهاز حديث يحلل العينة فى فترة تستغرق ٢٠ دقيقة. 

مستشفيات في الخفاء
لم تنته رحلة الحصول على البلازما عـنـد هــذا الأمـــر بـل استكملنا باقى الرحلة بالسؤال فى مستشفى الأمل بالمهندسين، مستشفى خـــاص- قال مـوظـف فــى معمل تحـالـيـل الـــدم انـه يمكن الحـصـول على كيس البلازما من الخــارج ويتم حقنها للمريض فى المستشفى فورا ولا مانع فى ذلك، لكن المستشفى لا يوجد به مكان للتبرع لكنه يعالج مرضى كورونا بالبلازما سواء أتى به أهل المريض أو طلبته المستشفى من وزارة الصحة.

تؤكد د. رانيا بكرى أن حقن البلازما ليس لكل المرضى، فلو أن المريض حالة حـرجـة جــدا وفــى الـرعـايـة المـركـزة لا تجدى معه البلازما، ولو بدأ الفيروس يتمكن من الجسم والكلى والرئة انتهى الموضوع ولا تنفع البلازما. وتشير إلى أنه لابد أن يكون المريض فى حالة معتدلة ومتوسطة ولو متقدمة شرط ألا يكون حدث تحطيم لأى جهاز موجود فى الجسم مثل الكبد والرئة والكلى. مــا رصـــدنـــاه سـابـقـا مــن أكـثـر من جهة تقوم بسحب البلازما وإعطائها بالمخالفة للشروط له تأثير سلبى على حياة المرضى ويعد وهما للشفاءـ لكون البلازما مـا زالــت فـى طـور التجارب العشوائية ولمتعتمد نتائج تجاربها التى تقوم بها وزارة الصحة بحسب سراج الدين. ولذلك قبل نقل البلازما لا بد من تطبيق مـجـمـوعـة مــن الاشــتــراطــات بواسطة اللجنة العلمية على الطبيب المعالج والمـريـض تتمثل فى اقــرار من المريض بالموافقة على حقنه بالبلازما واستمارة طبيبة تشخص حالة المريض واطــلــع عليهم مـعـد الـتـحـقـيـق ويتم تقديمهم للجنة العلمية للموافقة على الحقن ومتابعة التجربة. 

إقرار بالخضوع للتجربة
 يقوم الطبيب القائم على تجربة حقن البلازما للمريض بالحصول على مـوافـقـة المـريـض على إقـرار مكتوب بحقنه بالبلازما بالموافقة عـــلـــى إجـــــــراء الـــتـــجـــربـــة عــلــيــه، وتـتـكـون مـن ٣ صـفـحـات بـدايـتـهـا مكتوب أنـت مدعو للمشاركة فى دراســة تسجيل تجـربـة اكلينيكية عــشــوائــيــة لـلـتـحـقـيـق فـــى سـلامـة وفعالية بلازما المرضى المتعافين، وتعريف باسم مرض كوفيد - ١٩، وبها اهــداف الـدراسـة وفوائدها والمـخـاطـر المحـتـمـلـة ومــع احـتـرام سرية البيانات. وبحسب الإقـرار: «لا أحد يعلم ماذا كانت ستستفيد من هـذه الـدراسـة ام لا قـد تكون أو لا تكون هناك فوائد مباشرة تعود عليك من المشاركة فى هــذه الــدراســة نـأمـل ان تستفيد من الدراسة بناء على التجارب البسيطة التى تم اجراؤها فى بلاد اخرى وان يتم استخدام المعلومات التى تم الحصول عليها من هذه الدراسة فى المستقبل لعلاج أشـخـاص آخـريـن تم تشخيص إصابتهم بالفيروس. 

 

نتائج غير مضمونة
ويضيف: تم استخدام الدم والبلازما للعديد مـن الحـــالات الاخـــرى وبشكل عــام فهي آمنة ينطوي نقل البلازما ايضا على خطر ردود الفعل السلبية من تفاعلات خفيفة تـؤدى الى الحكة والطفح الجلدى والحمى والصدر أو انتقال الـعـدوى بمـا فـى ذلـك فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد بى وسى على الرغم من انها منخفضة للغاية حيث يتم استخدام الدم الذى يتم فحصه وتوافقه لنقل الدم، وفى النهاية يتم كتابة اسـم المـشـارك فى التجرية وتوقيعه واسمالشاهد المحايد والطبيب القائم على الدراسة وتوقيعه. ويــســتــكــمــل الــطــبــيــب المــعــالــج الاســتــمــارة الـثـانـيـة الـتـى تتضمن شـــرحـــا كـــامـــلا لــلــحــالــة الـصـحـيـة لـلـمـريـض وتـتـكـون مـن ٦ صفحات يتم مـلء ٤ منها قبل الـدراسـة و٢ بعدها لرصد نتائجها وبها كل ما يـخـص الحــالــة الـصـحـيـة للمريض مـن أعـــراض وأمـــراض مـصـاب بها والـــتـــاريـــخ المـــرضـــى كــامــلا ويـقــوم بـالـتـوقـيـع عـلـيـهـا وإرســــال كليهما للجنة العلمية للدراسة والموافقة من عدمه، وفـى حـال الموافقة يتم نقل الـبـلازمـا للمريض وتسليمها لمـنـدوب المستشفى بعد المـوافـقـات اللازمة. البلازما جيدة عند نقلها للمريض وتستغرق العملية يوما واحدا. 

لقراءة الحلقة الثانية: («حياة» رهن التجارب (2) .. رحلة البلازما من التبرع إلى الحقن)